"كلمات عبدو سلام "لسان البراءة [المقطع]
سكبتُ حبري ففاض الشعر بالمشاعر
لتملؤوا قلوبكم، هل المكان شاغر؟
عزفتُ لحن شوقي للسّلام في الأراضي
به أحيي محبّة تمحي هموم الماضي
بخار الشّر لوّث الشّوارع النّقيّة
جحيم الحقد سُعّرت بنار البندقية
ناديتكِ يا بسمة الوجوه أن تعودي
ولتحضري بشاشة بحمرة الخدود
ويا سحاب ثبّط الأحقاد بالجليد
قلوبنا تصلّبت على الحديد
سمعتُ صوت الحزن في أهزوجة الرّياح
ممزوجة بدمعة الفتى مع الصّياح
يا غيثُ لبّي فالفتى يريد أن يُغاث
والأمّ تبكي فارقت أبناءها الثلاثة
وكن غزيرا لكي نرافق المياه
هنا اشتقنا لبسمة إذ لم نعد نراها
ويا سماء اعصفينا بردا زمهريرا
فإنّنا تعبنا هذا الواقع المرير
حياتنا عسيرة، شاءت أن لا تسير
جسمٌ سقيمٌ لا يقوى الشّهيق والزّفير
فنار الحقد ثارت وبغض القلب لاهب
وحبّ الخير لفّه تعصّب المذاهب
وذاك الطّفل ناحب ولون الخير شاحب
والحظّ صار جاهلا لا يدري من يصاحب
لا تحزن على آهات الحزن في نشيدي
واحزن على ذاك الرّضيع في البرد الشّديد
وتلك البنت نادت لا لا لا تعذّبوني
تكفيني صحبة الشّقى ودمعة العيون
أخي موؤود تحت سقف بيته العتيق
ما بالكِ يا أمّتي لما لم تستفيقي
وذاك الطّفل نادى، نادى بصوتٍ عالي
أخبرهم من أجل ماذا مزّقوا طحالي
لما الأحقاد، من منكم أهمّه مصيري
لما استدرتم حينما سُحقتُ كالعصير
وقال آخر أتاني الجوع فانصحوني
فدمعتي سالت وبلّلت كلّ الصّحون
أين الولدان حولي، وأين دفء كوخي
أين ابتسامة الفتى يا معشر الشّيوخ
يا بسمة تعالي، أسرعي إذا أتيتي
ونظّفي دماء بنتي في جدار بيتي
تعالي كي تضمّدي جراح قلبي التائه
لا فرق عندي بين صبح اليوم أو مسائه
طلبتُ منكِ شيئا، وليس من صفاتي
لكنّ عيشنا غدا بنكهة الرّفات
ظلامٌ آزف وجرحُ القلب نازف
ووالدٌ من أجل قوت يومه يجازف
لا سلام في الهواء يا سماء أسعفيني
اكتفينا من مناظر العويل والأنين
آهٍ على حضارة عتت بها السنينُ
روح البريئ حلّقت كطائر الّسنونو
لما يا كره قد أهلكتَ أخضرا ويابس
ما ذنبُ امرأةٍ كانت تحيك في الملابس
لماذا الجوّ عابس، يا نسمة خذينا
فبركة الدّماء في أزقّة المدينة
ظلامٌ دامس والحزن يسري في العروق
متى سينجلي متى نرى شمس الشٍّروق


لا تحزن على آهات الحزن في نشيدي
واحزن على ذاك الرّضيع في البرد الشّديد
وتلك البنت نادت لا لا لا تعذّبوني
تكفيني صحبة الشّقى ودمعة العيون
أخي موؤود تحت سقف بيته العتيق