Genius Algeria
Marketing dans le rap algérien / التسويق في الراب الجزائري
نظرا للتطورات الحديثة في الساحة الموسيقية في الجزائر و ما تشهده من تغيرات بين الحين و الأخر أصبحنا نرى تضربا بين أفراد جمهور الراب الجزائري و بعض الرابرز في نوعية الأغاني المقدمة و التي يعتبرها البعض كمنتج يستهلك و له سوق تصدر فيه و يكون منه عائدات مالية و يراه البعض عن أنه مجرد موسيقى فنية تقدم كإحساس للمستمعين و بين هذا و ذاك تختلف الأذواق فكيف يمكن للرابر أن يسوق أغانيه و يكسب قاعدة جماهيرية كبيرة ؟

تحديد الأهداف الحقيقية لراب
تنقسم المشاريع في الراب إلى عدة أقسام حسب حاجة الرابر لها من أغاني منفردة و ألبومات أو سلسلة حلقات أو حتى ميكستايبات أو نوع قليل الاستخدام في الجزائر هو "الفيت'تايب" و قبل إنتاج هذه المشاريع يضع الرابر أهدافه لإنتاج هذه الأنواع الموسيقية في الراب و الأهداف كثيرة حسب نوعية الأغنية و الفئة المستهدفة فيها و عندما نشمل ذكر الأهداف نحدد
1- تحديد الفئة المستهدفة لكسب قاعدة جماهيرية كبيرة.
2- توزيع الأغنية في كل منصات الإستماع لكسب عائدات كبيرة من إنتاجها.
3-موسيقى الراب الجزائري تعتمد على الكثافة وتنويع الأعمال لكسب جمهور كبير.
4- كسب عقود تمويل و إشهار و زيارات التلفزية و الإذاعات.
5- إنتاجات محترفة و كلاسيكية.

الوسائل التسويقية لراب الجزائري
منذ ظهور منصات الإستماع الرقمية أصبحت أغاني الراب الجزائري أكثر الموسيقى إستماعا فيها من بين كل الطبوع الموسيقية الأخرى و تزامن ظهور هذه المنصات مع ظهور بعض الشركات الإنتاجية سواءا الأغاني و التسجيل و التوزيع الصوتي أو الإنتاج البصري من كليبات و كوفر للألبومات و الأغاني ومونتاج الفيديو فكل هذه الوسائل عبارة عن طرق تسويقية للأغاني إضافة إلى الحفلات و حوارات التلفزة و الراديو مما يكسب الفنان شهرةة واسعة لأغانيه و مشاريعه الموسيقية, و حتى مواقع التواصل الاجتماعي أصبح لها دور هام في نشر هذه النوعية من الموسيقى و لقد لقت رواج كبيرا من الجمهور كما رأينا مؤخرا نوعية جديدة من وسائل التسويق للمشاريع الموسيقية و هي الإعلانات عن طريق الغرافيتي في الجدران مثلما مافعله الرابر "صايك" للترويج للنسخة السوداء من ألبومه المصغر أو الكتابة و الطباعة على الأقمصة مثلما يفعلها العديد من الموسيقيين.

المزيج التسويقي الخاص بالراب الجزائري
في الراب الجزائري نجد مزيج تسويقي متنوع لكن غياب الإدارة التسويقية اللازمة جعلنا نرى فشل العديد من المشاريع ذات محتوى جيد و إحترافي في هذا المجال لعدم إستغلال الفنان أو الرابر لعناصر المزيج التوسيقي اللازم في الراب حيث تتمثل هذه العاناصر في

1/الرابر: الجزائر تمتلك عنصر البشري المبدع في كتابة الراب و إحتراف كل قواعده و أساسياته مما يجعل الراب الجزائري يصبح أكثر قوة و أفضلية من ناحية الكتابة مقارنة بالراب في المغرب العربي أو كل الدول العربية.

2/البيتمايكر: هناك العديد من مهندسي الموسيقى في الجزائر و لهم مواهب فذة في هذا المجال و نجد البعض منهم له تعاملات مع فنانين عالميين لكن بين البيتمايكر و الرابر الجزائريين لم نجد الكثير من الأعمال الثنائية بينهم هي اعمال قليلة جدا حيث نجد بعض الألحان قد أستعملت في أكثر من اغنية نتيجة سرقتها من اليوتيوب أو الأنترنت عامة, و هنا نقطة مهمة لنجاح المشروع الموسيقي في راب الجزائري لابدا من العديد من التعاونات بين البيتمايكر و الرابرز الجزائريين و صناعة أغاني خاصة بهم تماما من لحن و كتابة وتسجيل الأغنية و هندستها فالتنسيق بينهما و تكثيف التواصل يجعل تسويق المشروع أمر سهل و بسيط وناجح في نفس الوقت.

3/مدير الأعمال أو مسوق المشروع: هو العنصر الأكثر نقصا في هذا المجال حيث أصبحنا نشاهد العديد من مديري أعمال الرابرز لكن دون جدوى منهم لنقص خبرتهم و درايتهم بأساسيات التسويق أولا و أغلبهم كانوا رابر مبتدئين و فشلوا في مشوارهم. و هنا يجب القول أن أي مشروع غنائي مسوق يلزمه مدير أو وكيل له خبرة تامة في مجال التسويق و مجال الموسيقى, و هذه الخاصية هي أكبر إضافة يقدمها مدير الأعمال في العملية التسويقية الخاصة بالراب و من الأعمال أيضا التي يقوم بها هذا الأخير هي البحث عن مختلف الوسائل المساعدة لنجاح مشاريع موكله (المغني أو البيتمايكر أو الفيلمايكر) من خلال تعيين مؤسسة إنتاجية لها سمعة في السوق و تقدم خدمات إحترافية, أن يكون أيضا على معرفة تامة متى تكون منصات الإستماع أكثر إستعمالا مما يساعدهم على كسب عائدات كبيرة من المشاريع الموسيقية و محاولة برمجة حفلات كبيرة لكسب قاعدة جماهيرية و كسب فئة مستمعة تضع سمعة جيدة لرابر في السوق.

4/دراسة سوق الموسيقى: نرى العديد من الرابرز يطرحون أغاني تجارية حسب مقولتهم لكن عائداتها لا تكون كما كانوا يتوقعون أي الجودة المتوقعة أكبر بكثير من الجودة المدركة و هذا خطأ شائع في المحيط الموسيقي لأغنية الراب في الجزائر لأن الراب أولا هو قصائد الشارع أي التكلم و التعبير عن الأحاث الاجتماعية في الشارع دون الغناء عن مواضيع إن صح القول تافهة و الغناء عن مواضيع حقا تكون فائدة للمستمع و المغني في نفس الوقت و هذا ما يشجع الهيئات الخارجية ربما عن التعاقد مع الرابرز لإنتاج إشهارات و إعلانات غنائية لمنتجاتهم الخاصة و هذا أيضا فائدة تسويقية كبيرة في سوق الموسيقى و هي تسويق العلاقات بين الرابر و مختلف الشركاء .

5/ التنويع الموسيقي: الراب عبارة عن موسيقى ليس لها حدود و بما أن هذا المجال أصبحت له سوق كبرى في الجزائر و العالم أصبح من الأفضل على الرابر أو البيتمايكر التنويع في الموسيقى من أداء و تلحين إلى غير ذلك من خلال التعبير عن مواضيع مختلفة بشتى ستايلات الراب من بومباب، طراب، دريل و أود سكول، هذا مايجعل قيمة الإنتاج الموسيقي في الراب الجزائري يكون متطور جدا
التنظيمات الموجبة في الراب الجزائري
تشهد ساحة الراب في الجزائر عديد السلبيات من سرقة مشاريع إلى سرقة أموال مشاريع مثلا نجد لحن موسيقي لبيتمايكر معين قد سرق اللحن منه و أستخدم في أغنية تلقى رواجا كبيرا ثم تلغى بسبب سرقت اللحن دون طلب إذن صانعه, أو هناك بعض الرابرز يسجلون أغنية أو ألبوم ولا يدفعون مبالغ التسجيل أو التصوير لأصحاب الملكية وهذه أيضا سرقة و أمور كهذه جعلت الراب الجزائري يبقى في الأسفل و نحن كمستمعين نريد الأفضل دائما في هذا المجال نطرح فكرة تسويق العلاقات هي نظرية تسويقية لربط بين مختلف الجهات في الراب من رابرز إلى بيتمايكر إلى مخرج كليبات إلى مسوق أعمال إلى مراكز الثقافة في ولايات الوطن و الجمعيات الثقافية و مؤسسات الإنتاج حتى المستمع كل هؤلاء يربط بينهم شيئ و هو تطوير مجال الراب الجزائري و توسيع سوق التجارية و الإنتاجية له في المنطقة, من خلال وضع منظمة أو تنسيقية لها دور مهم في تأطير الأعمال الموسيقية و تنظيم حفلات و منافسات راب محترفة و حوارات صحفية تقدم إضافة نوعية لهذا المجال و حماية حقوق كل فئة و حتى تحديد و تسعير قيمة التسجيلات و التصوير و التوزيع و الربط و التواصل بين مختلف الشركاء في هذا الفن الأصيل.

دور تسويق العلاقات في النهوض بالراب الجزائري
بعد البيف الذي حدث بين الراب الجزائري و الراب المغربي طرأ تغيير طفيف في نوعية الإستماع و الأعمال المقدمة خاصة ما أصبح يحدث مؤخرا من كمية الكلاشات في الراب الجزائري مما جعل السوق الخاص به نائمة حتى المستمع البسيط سئم من هذه الأنواع الموسيقية و أصبح يفكر في تغيير أذواقه الموسيقية فالكثير من الرابرز أصبحوا يطرحون أغاني كلاش ضد بعضهم للبروز لكن هذا الأمر عاد سلبا عليهم و على الراب عامة, لكن هناك بعض الأمور الإيجابية التي حدثت لكن لم تلقى الاهتمام اللازم مثلا ألبوم فوبيا و سلسلة فلان الأخيرة و الحفلة الموسيقية له في باريس التي أعتبرها شخصيا قيمة تسويقية رائعة لراب الجزائري في أوروبا و سلسلة سايك و طرقه التسويقية الجميلة بعيدا عن ساحة الكلاش و البيف. هذه الأمور الإيجابية لو كان التلركيز فيها أكثر من الكلاشات المطروحة لقفز الراب هذا العام قفزة نوعية أكثر لهذا من الأفضل الإبتعاد عن طرح الكلاش و الإتجاه لتنويع الثقافي في موسيقى الراب و تنظيم الأعمال و التواصل مع مختلف الشركاء لإنجاح مجال الراب في الجزائر.

تسويق العلاقات و صفحات بالراب الجزائري
إن الصفحات القائمة على نقل أخبار الراب في الجزائر عديدة منها الإيجابي و منها السلبي و أصبحنا نرى الأشياء السلبية كثيرة نتيجة لإنحياز البعض منهم لرابرز معينين دون غيرهم مما سبب عديد الإنقسامات بين الجمهور المستمع و الرابرز جميعا. وهنا يجب على هاته الصفحات التصرف بحيادية تجاه المنتوج الموسيقي و ليس الرابرز و محاولة البحث عن مختلف الرابرز أصحاب الموهبة أو البيتمايكر و هاته الصفحات أيضا يمكنها إنشاء مشاريع كألبومات خاصة بها تجمع بعض الرابرز الغير مشهورين لإبراز موهبتهم و قيمتهم الفنية و تنسق بينهم و بين مؤسسات إنتاج مما يقدم إضافة إيجابية لراب الجزائري و هذا تابع لنظرية تسويق العلاقات.