Genius Arabia
TOX : hommage pour les 20 ans de carrière (96-16)
Machin Gun : Concrètement, on a eu aucune occasion ni proposition, on se disait à l’époque que pour se faire entendre le seul moyen était de partir en France. Le temps est passé, on a vu ce qu’il s’est passé pour d’autres groupes, et après mûre réflexion…. la donne a complètement changé quoi, quand t’as une piscine privée, pourquoi s’emmerder ailleurs ?
في الواقع لم تتح لنا الفرصة المناسبة و لم نتلق أي عرض ، كنا نظن أن الذهاب إلى فرنسا هو الوسيلة الوحيدة لكي يسمع الجمهور بنا ...لكن مع مرور الوقت تبين لنا عكس ذلك خصوصا عندما رأينا مصير بعض الفرق التي هاجرت .. عندما تملك مسبحا خاصا عندك، لماذا تبحث عن السباحة في الخارج؟
(Interview des T.O.X à l'ocaz des 10 ans)هذه كلمات بانيس في حواره مع مهدي باي بمناسبة مرور عشرة أعوام على تأسيس الطوكس (1996/2006)، اليوم وبعد عشر سنوات أخرى، يتبين لنا أكثر كم كان كلامه صائبا ونظرته منطقية. كيف لا و الفرقة الوهرانية تسجل حضورها الوفي منذ عقدين كاملين، بطريقة منتظمة وبأكثر من 20 مشروع منوع. لكن أين الفايدة و الحصول من كل هذا؟ أي متتبع وفي للراب يشهد بأن الطوكس فرقة أسطورية في تاريخ الهيب هوب الجزائري، حتى و إن خانها النجاح التجاري مقارنة بكل ما أعطته، فإن النجاح المعنوي حاضر، حتى و إن كان بدوره قليلا أو متأخرا، نظرا لمستوى الإعلام الهاوي وغياب الميديا المختصة ذات الوزن الثقيل. نحن كذلك نشهد من خلال هذا المقال التكريمي وبكل موضوعية وصدق على أحقية الفرقة ومكانتها الرائدة، و نعود سويا إلى أهم الأحداث والنقاط التي ساعدتها على مواصلة مشوارها، دونما غياب، منذ تأسيسها سنة 1996 إلى تاريخ كتابة هذه الأسطر (25 ديسمبر 2016)
(طوكس 1999، من صفحة الفايسبوك للفرقة)احترام مباديء الهيب هوب والعمل باحترافية...بعيدا عن الشعبوية مع طوكس الهيب هوب يدور بانتظام واللعب يتحرك بأناقة، أبجديات الفن تُحترم من الألف للياء، و إرضاء طبقة أوسع من الجمهور مقابل التضحية ببعض مقاييس اللعبة لم يكن يوما ضمن قاموس الفرقة، لأنها بكل بساطة تعمل بـ "احترافية"، الاحترافية لا تعني اكتساب آخر الصيحات التكنولوجية والوسائل البشرية، اليوم الاستوديو المنزلي يوفر أهم ما يحتاج إليه الفنان لكي يبدع، الاحترافية قبل ذلك هي ذهنية، عندما تنشأ على "داس افاكس" و "غانغ ستار" من الطبيعي أن تحاول السير على خطاهم وأن لا تخون الأمانة خاصة إن كنت واحدا من روادها، وحتى إن تطلب ذلك وقتا و جهدا أكبر، وكان الرد المقابل جد ضئيل، إلا أن عامل الزمن سينصفك لا محالة... على الأقل، ذلك أفضل من أن تشتهر وتنقل صورة مغشوشة ثم في النهاية تجد نفسك في آخر الطابور
(التركيب: جينيوس عربي، اضغط هنا لمشاهدة الصورة بحجم أكبر )

إنه أمر مدهش عندما نرى ما قدمته النظرية وبالأخص الشقيقان خلال كل هذه السنوات، رغم انعدام هياكل الصناعة الموسيقية في الجزائر، ماذا سيكون عليه الحال لو كانت هناك شركات إنتاج و توزيع كبرى؟ لو كانت الجولات الفنية مفتوحة و التجارة الإلكترونية متوفرة؟ أكيد أن الطوكس كانت ستقفز إلى الأمام و تعيش من فنها. رغم كل ذلك، فهي لم تتردد في تقديم منتوج محترم، داخل أو خارج الوطن. هل نتحدث عن الحفلات؟ الشقيقان - بمساعدة زاكس في السنوات الأخيرة - أظهرا طاقة كبيرة و كاريزما عالية على المنصة، و جولة "وي لوف هيب هوب 2014" الممنوحة بشق الأنفس تلخص ما تحدثنا عنه حول الاحترافية: عرض وثائقي، لايف لائق و حوار مفتوح. من يأبه لتقديم حفل بهذه البرامج؟ و ماذا عن الاهتمام بالعمل الفني على الأغلفة (ارت وُورك) ؟ هناك من أصدر عشرات المشاريع في مسيرته و لا يملك غلافا واحدا يتباهي به اليوم... هل نتحدث عن بعض أغلفة طوكس؟ غلاف الميكستايب (2005) صممه المدون السابق نيو امسي، و من لا يعرف نيو فهو من أوائل ناقدي الراب في الجزائر، والفضل يعود إليه في لم شمل الطوكس و النايلكلان من أجل تجسيد ألبوم المعاهدة، الفادر يمكنه أن يفتخر بنوعية ألبومه الأول "الفاكتور"، رغم محدودية الميزانية إلا أنه قدم العمل كاملا شكلا و مضمونا، بدءا بالغلاف الخارجي من تصميم يوسف بن دراعو و الصفحات الداخلية التي تحتوي على الكلمات و الإهداء، ما يُعد سابقة بالنسبة لألبوم راب جزائري يصدر محليا بإمكانات خاصة (ربما سبقه لانفكت في تاج المحتاج)، و حتى في "حبر على ورق"، فالفادر لم يتردد في طلب خدمات المصمم و الناشط السابق كلاش 16 من أجل وضع لمسته المميزة. "بانيس في بلاد العجائب" هو أيضا واحد من أجمل الأغلفة في الراب الجزائري و أكثرها تعبيرا و ترجمة للمحتوى الداخلي لعالم الألبوم. ماذا أيضا عن الاحترافية؟ عشرات الأمور من الصغيرة إلى الكبيرة تجعلنا نرفع القبعة احتراما، من ميزة التواضع و التفتح، إلى حسن التعامل مع الكاميرا و جودة الأعمال الفنية: كلماتيا، تقنيا، صوتا و صورة. طوكس أساس و مرجع عن جدارة (لاباز)، و مثال حي عن الاستقلالية والعمل الذؤوب المتواصل من أجل النهوض بمستوى الهيب هوب وإنقاذه من الوضاعة السائدةطوكس نواة الراب الوهراني و الغربيمنذ المشاركة في كومبيل "واهراب" بثلاثة أغانٍ كاملة، طوكس كشفت منذ البداية أنها لا ترضى بالقليل من كعكة الراب الوهراني، و العديد من الفرق الجارة التي بدأت مسيرتها في التسعينات، خاصة تلك التي انفصل أعضاؤها مبكرا أو هاجروا إلى فرنسا، حامت حول نواة الطوكس من قريب أو من بعيد، نذكر مثلا وان دير المهندس الموسيقي للفرقة المنحلة "طالسمان" الذي اتحد مع فادا فاكس و قدم معه سنة 2010 "رمز المكتوب"، أحد كلاسيكات الراب الجزائري، عضوان آخران أيضا لنفس الفرقة هما إيموهار و لانفاكت أثبتا حضورهما عند اللزوم بتعاونات نوعية، بينما ثنائي الديف-وان كان الأكثر قربا سواء جماعيا، بالمشروع المشترك "راب بيرفورمونس"، أو فردياـ تارة مع البراني اكزينوس، و تارة مع أبرازاكس -العضو غير الرسمي لطوكس منذ سنوات- صاحب المساندة الركحية و الموسيقية (زاكسولوجي/مشروع الشارع المرتقب)

من المشاريع الجماعية التي قادتها فرقة طوكس لكن للأسف لم تبلغ غايتها "سطوب العنف"، الذي انتهى به المطاف إلى كونه مجرد تعاون يحمل أسماء ثقيلة، بينما الهدف الرئيسي المنشود عرقلته مختلف الهيآت التي راسلتها الفرقة من أجل الدعم و النشر على أوسع نطاق، ليكون رسالة توعوية ضد مختلف مخاطر العنف الحضري. مثل هذه العراقيل لها تأثير معنوي سلبي لكن لحسن الحظ طوكس أكثر احترافية و لم يمنعها ذلك من مواصلة مختلف نشاطاتها "حبا للهيب هوب"، أحيانا العراقيل لا تأتي من جهات رسمية فقط، كما هو حال كومبيل "وهران ستريت" أو النسخة الثانية من "واه راب"، التي لم تصدر أبدا، نظرا لعدم جدية بعض المشاركين، و كم نعرف انضباط الشيخ عندما يتعلق الأمر بإنجاز أعمال متقنة بعيدة عن البريكولاج. ربما مِشعل هذا المشروع سيحمله يوما الجيل الجديد الذي شارك في حلقات "ديزاد سايفرز" و سلسلة "وان شوت"، فأمثال ريد لالرت عليهم بالمجازفة و عدم انتظار الدعوات فقط، حتى و إن كانت الأمور أكثر تعقيدا اليوم، لأن طوكس لن تدوم إلى الأبد و لا نريد أن يتحول الراب الوهراني إلى راب عاصمي تعمه الفوضى، أو راب عنابي بدون روح و بدون فرقة ركيزة تسير به إلى الأمام

تعاونات طوكس لم تقتصر فقط على الفرق المحلية، تجربة "المعاهدة الوهرانية-الدونكيركية" مع النايلكلان فريدة من نوعها، لأنها مغامرة مزدوجة ميكروفونيا/ موسيقيا جمعت الأعضاء الستة و أتاحت فرصة ثمينة للاحتكاك مع المايسترو دياز و الديجي مراد أحد أقدم فاعلي الهيب هوب في فرنسا، و العكس أيضا بالنسبة لنايلي الذي وجد في الشقيقين من يتقاسم معه نفس الرؤى و المباديء. مثل هذه التجارب الفنية/الإنسانية ضرورية جدا من أجل الانفتاح على الآخرين من الناحية التقنية و أيضا الذهنية والمعرفية، ليس كما نرى اليوم جل التعاونات عبارة عن مراسلات أكابيلا عن بعد، و لم يعد لمفهوم العمل المشترك في الاستوديو، و الاحتكاك المباشر أي معنى

كم هي كثيرة المشاريع التي شاركت فيها طوكس، فرديا أو جماعيا، داخل الوطن و خارجه، و إن كانت تدل على شيء فهي تدل على أن الفرقة مدرسة حقيقية لم تترد يوما في فتح أبوابها أمام كل رابر محترم، جديدا كان أو قديما، وهرانيا أو صحراويا (تحية لنايلي) ...قبل كل شيء أليس الراب مشاركةّ، متعة وتبادل؟بين أولاد البهجة و أولاد وهرانهل كانت تجربة الفرق العاصمية الثلاث في نهاية التسعينات إيجابية مئة بالمئة؟ على المدى القريب يمكن أن يكون التقييم محترما، لأن فرصة الاحتراف في الخارج اكسبتها شهرة سريعة نسبيا ووفرت لها ظروف عمل مواتية ومحترفة، مقارنة بتلك الموجودة على أرض الوطن، والأهم ساعدتها على إصدار ألبومات كلاسيكية راسخة. لكن في المقابل، سنجد أن هذه الفرق فقدت نقطة مهمة على المستويين المتوسط والبعيد: الاستمرارية، فبمجرد انتهاء العقود، رباعي أنتيك انفصل، ليواصل يوس مسيرة فردية، خماسي ام.بي.اس عاد إلى الوطن ثم غادر وتلاشى واحدا واحدا، بينما ثلاثي الحامة (الأقل حظا) انغمس في الاندرجراوند إلى غاية 2004 ثم اندثر أيضا. أكيد أن مواصلة العمل في الخارج بدون إمكانات أصعب عليه من مواصلته داخل الوطن، إلا أن الخيارات الشخصية كان لها دورها أيضا في تحديد مصير هذه الفرق، فمعظم الأعضاء وجدوا أنفسهم قد حققوا مكسب الهجرة تلقائيا وعن غير قصد، هم الذين كانوا في وقت غير بعيد يعيشون في قلب الأزمة ويحلمون كأي شاب جزائري بالخروج منها بأي ثمن... عندما لم تسر أمور الراب بشكل جيد في فرنسا، فمن الطبيعي إذًا أن يسعى كل منهم إلى سلاك رأسه و ضمان بطاقة إقامته...ذلك أفضل من العودة بخفي حنين و الرجوع إلى نقطة الانطلاق الفنية والشخصية
(Paris Match, Envoyés spéciaux 97, Sofiane H: حقوق الصور)

بالعودة إلى أولاد الباهية، سنجد أن مسيرتهم عرفت منحى آخر بسيط، شريطان في السوق المحلي، اختزال الأعضاء إلى ثلاثة فقط و مواصلة العمل تدريجيا، بدءًا ببناء لاباز برود كتجسيد للاستقلالية الفنية، وصولا إلى حجز المكانة التي نعرفها اليوم في قلب الراب الوهراني و الجزائري. و هذا أفضل حالا طبعا، اليوم طوكس يقدمون جودة عمل محترفة، و الأهم لا زالوا حاضرين بالنتظام في الساحة، ينجزون مشاريع نوعية ويتأقلمون مع مختلف التطورات الحاصلة منذ التسعينات... فما فائدة السباحة خارجا إذا كنت تملك مسبحا خاصا بك، كما يقول العجيب في المقدمة؟ شكون لي شد كيما الطوكس إلى الآن؟ (الشيخ/قرقابو) رضا جاي... واش بقى في الراب إذا راح الديجي؟ انتظرنا إلى غاية سنة 2002 لكي نشهد أول ميكستايب فعلية للراب الجزائري يُنتجها ديجي: هيب هوب غيرييا 1، ثم تلتها الميكستايب الشهيرة الصادرة سنة 2005 الأكثر نضجا نوعيا و تقنيا، ورغم أن الراب كان قد دخل إلى الجزائر مع بداية التسعينات، إلا أن مثل هذه المشاريع تعطلت كثيرا و لم تواكب (أو تسبق) تطور الأمسينغ، ما انعكس سلبا على ساحة الراب الجزائري: فنانين و جمهور. و لكي نعي ذلك جيدا يجب ان نستدرك الدور الحقيقي للميكستايب، هل هو مجرد استعراض لتقنيات الديجيينغ (ميكس، سكراتش، كوت...)؟ نعم، كان ذلك في أمريكا بداية الثمانينات، لكن مع حلول التسعينات لم يعد مجرد استعراض تقني و احتكار للدي.جي، بل أفسح المجال للرابرز الصاعدين بكشف مستوياتهم عن طريق وضع فريستايلات على مزيج من أحدث الألحان الموسيقية الرائجة. في فرنسا، أشرطة ديجي بوسكا و كوت كيلر شكلت همزة وصل بين جديد الساحة الأمريكية و الجمهور الفرنسي الذي تابع عن قرب تطور مختلف الطبوع و الإيقاعات (جي.فونك- جازي – بوم باب...)، و بالتالي اكتسب ثقافة معرفية صقلت أذواقه مبكرا. بينما في الجزائر، تابعنا الفلم من النهاية وانتقلنا مباشرة إلى "كاميكاز" و "أولاد البهجة"، و دور الدي.جي كقائد مشروع حقيقي تأجل انبثاقه الرسمي إلى غاية 2002 مع إطلاق "لاباز برود" و الجزء الأول من هيب هوب غيرييا. على الأقل فرقة طوكس أرادت أن تسد هذا الفراغ الرهيب، لها كل الشكر على ذلك، و حاولت بناء أساس الهيب هوب الجزائري على الأصول، في الوقت الذي كان البعض الآخر يغطي مجهوداتها بظلاله و يجني ثمار الاستسهال و البريكولاج دونما أدنى خجل
(حقوق الصورة: صفحة طوكس على الفايسوك)

رضا جاي شكّل قطعة أساسية في مسيرة الطوكس، و انضمامه إليها بعد مسابقة سطيف 1999 جعلها واحدة من الفرق القليلة التي تنشط بمعية ديجي و بيتمايكر في نفس الوقت، و لكم أن تتخيلوا ما كانت ستؤول إليه الفرقة دون سلسلة الميكستايبات، مشروع المعاهدة، و العشرات من الإنتاجات الموسيقية لرضا. لكن للأسف، على خُطَى هذا الديجي العاصمي، سار القليل جدا من الديجيز، رغم أن مراد من النايلكلان أحيا الجزء الثاني من هيب هوب غيرييا بنجاح، و مشاريع ارسال-بايرو-سنايبر كانت محترمة، إلا أن ثقافة الميكستايب لم تعمر طويلا لأسباب مختلفة (غياب الروح و المتعة، الأرضية غير المناسبة) و الديجي لم يعد له أي دور رائد في يومنا هذا، حتى احتكاك الفينيل النادر (السكراتش) تم تعويضه بالصيحات المغشوشة أوتوتونيا (الخلوي) ..ليبقى راب البوم يتيما و منغلقا بين قضبان الأمسينغ الافتراضيرضا جاي راه في الميكس، خلّي الشحطة تديك
رضا جاي حاجة دونجي مين يهدر بيدّيه
هذا هو الهيب هوب لي مازال ما فهمتوه
بلي الراب بلا ديجي جامي لا كان يكون
(فاكس/شوف)الشيخ و العجيب...فرديات تصنع الفارقبالنسبة للكثير، طوكس مرادف للثنائي فاكس/بانيس فقط، ربما لأنهما الأكثر تمثيلا للفرقة خلال الستة عشر سنة الماضية، لكن من غير اللائق أن نتحدث عن طوكس كفرقة و أن نتغافل عن فضل بقية الأعضاء السابقين الذين أعطوا لطوكس صورة متميزة، خاصة رضا جي (ارجع للفقرة السابقة)، و الرباعي الآخر الذي بدأ المغامرة منذ 1996: مايك ماسترو، مادمان، ليل جي و جيغي جي. سنة 1998، صدر شريط "ماشي بالصح"، تحلية ذات نكهة فرنسية/ إنجليزية قبل الزدمة الحقيقية "غير هاك"، أين بصمت الفرقة بأداء غير معهود عمّا كان رائجا آنذاك في الشرق و الوسط، و أسلوب مادمان المعروف بـ "دبر راسك ستايل" لفت الانتباه إلى راب تقني غير تقليدي على طريقة بيزي بون، هذا الأسلوب الذي قد يُعرّفه جيل ما بعد 2010 بالراماج أو الكويك أو غير ذلك، سيبتعد عنه تدريجيا فادا فاكس و بانيس بعد الانفصال، ويتبنى كل منهما أسلوبه الخاص، سواء في الإلقاء أو الكتابة

بانيس العجيب من الرابرز القلائل الذين يملكون أسلوب و فلو غير قابلين للتقليد، فمثلما تخرج كلمات دياز بتثاقل و تراخٍ طبيعيين، كلمات بانيس تخرج من جهتها بعفوية ودون تصنع، يكفيه فقط أن يعثر على الجو الملائم و الأنسب، و ها هو يقذف بسلعة "معربة" تجد طريقها بسلاسة إلى أذن المستمع، ما يجعلنا نحس في النهاية بأن بانيس يقدم راب ذو هوية خاصة بنا، و لا ينجر مثلا إلى الاستخدام المفرط لعبارات أجنبية ذخيلة تماماعن لغتنا العامية ... و كأنه يلفت الانتباه إلى ضرورة تقديم راب جزائري دون عقدة نقص فرانز فانون، و هذا ما يجب أن يلتفت إليه كل رابر صاعد من هذا الجيل، حتى لا تذهب مجهوداته وسنوات بحثه الطويلة عن الانسجام بين الذات الفنية و الهوية الشخصية. من جهة الشقيق الأكبر، سنجد أن الفادر طور مع الوقت أسلوب كتابة يميل أكثر إلى التعمق في المعاني، هذا راجع أساسا إلى تعلقه بالشعر الملحون ونظمه المكنون، ، و في الكثير من الأوقات، نراه يتخلى بثقة عن القافية دون أن نشعر بذلك أو نرى تأثيرا سلبيا على الشكل، لأن المضمون أعمق و أقرب (مقطع الرسالة مثلا). و يمكن تلمّس أجمل النصوص التي كتبها بعد 2010، من راب قصايد إلى شكوبستان و قولي علاش، و الجميل أن الشكل يرافق المضمون، و عندما يحين وقت التهراس، فالشيخ دائما حاضر يترصد بالمهراز، لكي يدق به كالعادة الدوني و السلطان...الشيخ مليك في النهاية هو من الرابرز الذين لا يغلقون على أنفسهم في حيز ضيق ولا يقبلون التصنيف في خانة معينة، لا إيقوتريب و لا سياسي متمرد ولا واعي... لا اندرجراوند و لا ماينستريم... فقط راب جزائري آخر، مختلف عمّا عهدناه من راب الواجهةالأخوان روسكوف... و تستمر النظريةبعد ألبوم "غير هاك"، كان يمكن أن تنفصل فرقة طوكس وتنضم إلى قائمة الفرق المنسية على غرار كا.2.سي/كاليبر و غيرهما. إلا أن الأمور سارت عكس ذلك، فقد حاول مادمان من جهته أن يبعث الفرقة من جديد في فرنسا، و ذلك باستخدام اسم مشابه لها صوتيا لكن مغاير إملائيا
ليتفادى المشاكل القانونية و يستفيد ماليا، إلا أنه لم يذهب بعيدا في مسعاه، في (TOKS)
المقابل حمل الشقيقان (فاكس و ماشين غون) رفقة الديجي رضا مشعل الفرقة الأصلية و بدؤوا صفحة مُكملة بإنشاء "لاباز برود"، الهيكلة التي احتضنت جل مشاريع الفرقة. سنة 2009 كان يمكن أيضا للطوكس أن تنتهي أو تعرف مسارا آخر مع ذهاب رضا جي، لكن الأخوان روسكوف أطالا من جديد في عمرها، لتصبح اليوم، و بعد 20 سنة من تأسيسها: "أكبر فرقة ناشطة بانتظام في تاريخ الهيب هوب الجزائري". لقب ثقيل الحمل لكنه مستحق عن جدارة، و الفضل الأكبر يعود إلى الثنائي النواة مليك/أنيس، الشقيقان موسيقيًّا، و قبل ذلك بيولوجيًّا، دون أن ننسى إضافة الديجي رضا خلال العشر سنوات من نشاطه
(حقوق الصورة: الموفع الرسمي لـطوكس )

من طوكس الصالة إلى طوكس القرقابو، من ربيع ميستر سول إلى ليل جي واه-راب... النظرية عرفت كيف تساير مختلف تطورات الساحة، من التسعينات إلى الألفينات، فرديا، أو جماعيا، و الأحرف الثلاثة "طاء..كاف.سين" لا يقل وقعها اليوم على متتبع الراب الجزائري عن وقع ثلاثة أحرف أخرى لفرقة مارسيلية على المتتبع الفرنسي. طوكس أسطورة خالدة، يكفي أنها تعدّت حاجز الزمن ولم تكتفِ بالارتكاز على جدار الماضي و مشاهدة قطار الراب يمر بسرعة، طوكس ليست فرقة "هاس بين" بل لا تزال معاصرة و تتمتع بفورما عالية، نصوصها وتقنياتها ما فتئت تنضج و تتطور مع مرور الوقت و اكتساب التجارب. كم نتوق لسماع أول غزوة بعد العشرين، من الثلاجة (قديم) أو من الفرن (جديد) ، أكيد أن التغير سيحدث، إلى الأفضل دوما مثلما تعودنا عليه... فإلى متى ستستمر النظرية؟ قد تعلق الميكروفون في القريب كما قد تواصل نشاطها حتى في دار الشيخوخة، مثلما يتحدث ساخرا عن مستقبله ذلك المهندس الموسيقي الذي استدعى ذات يوم... أنتيك و حامة إلى مارسيليا...المـــدرسة... المـــدرسة... استعد تحّـــــــــي (بانيس/المدرسة)مختارات : 31 أغنية خالدة من تاريخ الطوكس1. Ghir Hak
2. Rhymin is my job
3. L'age de Glace ft Rabie Mr Soul
4. Au Nom des Hommes
5. Dir El Maken (Vex)
6. El klma wel Mizane
7. Hasni
8. El 7iwar (Vex)
9. Talata mel experience
10. Ta Waw Kaf Sine
11. Ma nala3bouche ft. Def-One
12. Zayéd fel 90
13. Ifriqia (Vex & Xenos)
14. Toujar Enoume
15. Dawar El Hip hop
16. El rissala
17. Mel Alif lel Ya
18. Dir El Maken (Vex)
19. Hna El Moustaqbal
20. Karkabou ft. Abrasax & El Hass
21. Wahran Bounce
22. Rap Qsayed (Vex)
23. Taqafa wel Fen
24. Nadhariat El Woujoud
25. El Gouffa (Banis)
26. Les freres Rouskof
27. El Gringo (Banis, Abrasax & Harage Mc)
28. Wled Wahran Wellaw ft. Def One, L'N'fect & Imohar
29. Ma ta3rafch Ma Tahdarch
30. Stop El3onf ft. Beton Bled, Blackheart, Mamooth, Naili, Eazy-F & Taaryk
31. Chitalogy