Genius Arabia
TOX - Album ‘Version Beta’ 2017 | فيرسيون بيطا : طريق الأعماق، رحلة الوجود نحو الجذور
TOX - Album ‘Version Beta’ 2017
فيرسيون بيطا: طريق الأعماق، رحلة الوجود نحو الجذور
TrackListe:
01- Dakhla (Prod Diez)
02- T.O.X - Draham (ft Youss) Prod Youss
03- T.O.X - Karkabou (ft El Hass & Abrasax) Lil G Tunner
04- Rashaan Ahmed - Code Tango (Prod Lil G Tunner) Interlude
05- Harak Ela3b (Prod Lil G Tunner)
06- T.O.X - A.T.A (ft 10Vers) Prod Lil G Tunner
07- Nadhariat El Woujoud (N.E.W) Prod Fada Vex & Diez
08- Naili - Code Oscar (Prod Dr Snake) Interlude
09- E.D.D.E.G.A (Eviti Dir Dégât Enta Gangsta Anouche) Prod Diez
10- TOX - WTF (ft Under Kontrol) Prod Faya Braz & Mister Lips
11- TOX - C’est Ca Le Hip Hop (ft Def One & Djam Steph) Prod Lil G Tunner
12- Lik Nta (Prod Fada Vex & Diez)
13- Abrasax - Code X-Ray (Prod Zax) Interlude
14- Ala Balak Ya (Prod by Tekniko)
15- Tala3 Yeddik (Prod Fada Vex)
16- T.O.X & Abrasax - El Fayda Wel 7assoul (ft DJ SK) Prod Zax
الشكل العام (جس نبض)
- ثالث و آخر ألبوم لفرقة الطوكس الوهرانية، *ستريست ألبوم* (أي ألبوم شارع) يلخص في مضمونه مسيرة عشرين سنة منذ أول ألبوم للفرقة (1998) و أكثر من تلك الفترة بسنوات منذ أن انطلقت مسيرة الأمسي 'فادا فاكس' (1992)
في الحقيقة هذا الألبوم يختلف عن سابقيه بحيث و إن كان يعد ثالث ألبوم للفرقة فهو في نفس الوقت أول ألبوم للأخوين مجتمعين، إذ أن أول ألبومين للطوكس *ماشي بصح* 1998 و *غير هاك* 2000 ضما فرقة الطوكس كاملة (06 إلى 07 أفراد)، و بعدهما بمسيرة طويلة و حافلة بالمشاريع (ألبومات فردية، جملة من الميكستايبس، و الكومبيلايشنز ووو...)، قرر الاخوان أخيران الاجتماع في ألبوم بينهما يكون ختاما للمسيرة (رغم صدور ميكستايب أخرى بعده بمدة جد قليلة -ربما أيام فقط-، ثم *ثلاثية* أي مشروع مصغر يضم 3طراكات، لتقرر الفرقة بعدها الانسحاب من الساحة ، بينما واصل الشيخ مليك منفردا و هو اليوم بصدد طرح ألبوم فردي جديد و عديد الأعمال..)
يحمل الألبوم 16 وصلة (أو 16 طراك) كل واحدة منفردة بكيانها لكنها معا تشكل روح و فكرة الألبوم الذي يبرز معنى الهيب هوب كثقافة و فن و أسلوب حياة. بين ال 16 نلاحظ أولا أن كل الطراكات كانت مشتركة بين عضوي الفرقة الأخوين (فادا فاكس و بانيس) دون أي طراك منفرد. كما نجد ثلاث فواصل و استراحات في الألبوم لكنها لم تكن حشوا، فكل واحدة كانت عملا مصغرا (مقطع لا يتجاوز دقيقتين) متقنا تقنيا سواء في الإنتاج أو في الأداء، تناوب على تأديتها 3 رابرز حلوا ضيوفا على الألبوم. فالأولى كانت للرابر الأمريكي *رشان أحمد*، أما الثانية للرابر الجزائري المغترب *نايلي* و الثالثة للزميل المقرب لفرقة الطوكس عضو فرقة *داف وان* *أبرازاكس*. باقي الوصلات ال 13 تنوعت بين (6 طراكات + الإنترو) من آداء الطوكس (فادا فاكس و بانيس)، و ال6 المتبقية فيتات (تعاونات موسيقية) بين الطوكس و أمسيز من العيار الثقيل. الألبوم يضم 5 كليبات إضافة لفيديو موسيقي لصور مركبة (للطراك رقم 6 *آلة تحطيم الأحلام*) و آخر لمقتطفات من حفلات الطوكس (للطراك رقم 14 *علا بالك يا*). حل على الطوكس في الألبوم 15 ضيف (رابرز، دي دجيز، و بيتمايكرز، و بيتبوكسرز..)، و قد يظهر العدد كبيرا مقارنة بنوع المشروع (ألبوم) الذي يتطلب تناسقا و وجهات محددة عكس *الميكستايب*، لكن سيظهر لنا من تحليل الأعمال كيف تم التحكم بوجهة المشروع الموسيقي لتفادي الفوضى و العشوائيات (خصوصا و أن الضيوف من الوزن الثقيل)
الغلاف (الكوفر) و اسم الألبوم
- ألبوم *فيرسيون بيتا* أو *النسخة بيتا* أو *الإصدار بيتا*، في عالم التطبيقات يطلق اسم *فيرسيون بيطا* على النسخة التجريبية أو ما قبل الصادرة، هي النسخة الشبه النهائية قبل صدور النسخة التسويقية الموجهة للسوق و الاستهلاك. لكن هنا اسم *فيرسون بيطا* لا يعني أن الألبوم نسخة غير مكتملة، بل طرح العنوان مشكلة السوق الموسيقية التي جعلت المشاريع الكاملة تختفي من ساحة الهيب هوب ليطغى السينغل و المستهلك خصوصا و الأرضيات الرقمية، فكان المعنى أن الألبوم مكتمل لكنه لن ينزل السوق كسابق ألبومات الطوكس و لن يوزع بالطريقة الفردية المعتادة (طريقة السوق السوداء) رغم أنه سترييت ألبوم تم إنتاجه اعتمادا على وسائل -في عالم الاحتراف- قد تظهر جد بسيطة، لكن نتيجة العمل مبهرة، لذا سينزل للاستماع و التحميل المجاني (خصوصا و أن 9 من 16 من طراكاته كانت نزلت تدريجيا قبل الصدور الرسمي). أما الجزء الثاني في كلمة *فيرسيون بيطا* فهو لفظة *بيطا* و التي تعتبر حرفا من أحرف الأبجدية الصوتية و كذلك اللفظات المكتوبة على الكوفر تحت العنوان *طانغو* *اوسكار* *اكس راي* هي أحرف من حروف الأبجدية الصوتية الدولية (سنعود لها لاحقا). كذلك فحرف *بي* من كلمة *بيطا* كتب على شكل رقم *3* و هذا إشارة إلى أنه ثالث ألبوم للفرقة
في أعلى الغلاف تظهر الحروف الثلاثة من اسم الفرقة *تي.أو.أكس* و تحتها مباشرة معناها الكامل باللغة الإنجليزية *نظرية الوجود*، حروف *تي.أو.أكس* موازية لحروف الأبجدية الصوتية على الغلاف، و هي في الواقع نفس رموز تلك الحروف، ف *تانغو* رمزه *تي* و *أوسكار* رمزه *أو* و *أكس راي* رمزه *أكس* ليتكون لنا اسم فرقة *تي أو أكس*. و للتوضيح فالأبجدية الصوتية الدولية هي ترجمة صوتيات اللغات أنتجت *كود* أي *رمز* و من الرمز إلى عدة رموز إلى أبجدية كاملة تستعمل في موجات الراديو، خاصة راديوتيليفونيك (راديو الشرطة، الحماية المدنية، الجيش ...). و من هذا نستخلص نقطتين، الأولى متمثلة في 'الرمز'، فتكوين اسم الفرقة من تلك الرموز طريقة أخرى لقول أن الفرقة رمز من رموز الهيب هوب و ستحتاج لفهم الأبجدية التي كتب بها تاريخ الطوكس لتتمكن من الإحاطة بفنها، أما النقطة الثانية فتأكيد أن موسيقاها *أندرجراوند*
في أسفل الغلاف أسماء جل ضيوف الألبوم من أمسيز، ديدجيز، و بيتمايكرز، و حتى بيت بوكسرز (ينقصهم 4 أسماء، هم: الحس - نايلي - تيكنيكو - دجام ستاف). أما الصورة العامة فهي للأخوين عضوي الفرقة متقابلين كل ينظر باتجاه الآخر، تظهر على قميص الفاذر كلمات *31 وهران سترييت* إشارة إلى رمز و اسم المدينة التي تنتمي إليها الفرقة، كما أن *وهران سترييت* هو اسم مشروع آخر من مشاريع الفرقة متحدة مع باقي مجتمع الهيب هوب الوهراني، أما على قميص العجيب بانيس كلمات *روتس أند كيلتير* أي جذور و ثقافة و معناها واضح. و على يمين الغلاف بكتابة عمودية جد صغيرة كأنها *كود بار* كتابة:
Manufactured by La Base Prod Records. Oran - Algeria 2014
و هنا علامة المنتوج المحلي، وإشارة ل لابل الفرقة *لاباز برود*، المدبنة *وهران*، البلد *الجزائر*، السنة 2014 (رغم أن النزول الرسمي الكامل كان 31-12-2017)
- غلاف الألبوم من تصميم *وليد بن يحي* الذي قام بإخراج الوثائقي *ذا فاذر* (الوثائقي حول الشيخ ماليك-فادا فاكس-)
المضمون (غوص في الأعماق)
ثالث ألبومات الفرقة يعد أحد أفضل ألبومات الهيب هوب الجزائري بامتياز (و ربما الأفضل)
ما يجعل الألبوم يمثل روح الهيب هوب سيظهر عند الغوص في مضمونه، فانطلاقا من المواضيع إلى نوعية الموسيقى و الإيقاعات و ما يظهر في الكليبات سنجد تنوعا من عمل لآخر، و سأقسم ال 16 طراك لخمس مجموعات مرتكزا على خصائص أبرزها التقارب في الطرح و الأفكار، و الباقي سيظهر مع الاسترسال
المجموعة الأولى -المعرفة- (الدخلة رقم 1 - رقم 07 - رقم 16)
- *الدخلة* (الإنترو) من إنتاج *دياز*، سميت على طريقة *فرقة أم بي أس* ب *الدخلة* عوض *الإنترو* أين تم تعريب اللفظ و إدخاله قاموس الهيب هوب العربي، و هنا تجدر الإشارة للبيف التاريخي السابق بين أعرق فرقتين في الراب الجزائري (طوكس و أم بي أس) سنة 2007، و الذي طبعا كان في إطار هيب هوب و انتهى و تم تجاوز الخلاف الفني، و ذكرتنا هنا كلمة *الدخلة* بهذا، فهي بشكل غير مباشر تحية 'اوماج' لفرقة *أم بي أس* التي كانت سباقة في تعريب مصطلحات (الإنترو، الأوترو، و الأنترلود، و السكيت) و من جهة أخرى هو تأكيد على العودة إلى الأصول خاصة و أن الطوكس تقدم هيب هوب جزائري بعيد عن التهجين و التقليد. الدخلة تعريف بالفرقة و ايجاز لمسيرتها الفنية أين يقوم كلا الأخوين فوق بيت يعيدك للجذور الموسيقية الأولى للهيب هوب بتقديم أنفسهم و ذكر أصولهم (الشخصية) ثم تحديد مميزاتهم الفنية و غاياتهم (الشخصية الفنية)، ثم توجيه تحية للجمهور المتابع الذي ظل لسنين وقودا يشحذ همة الفرقة (حتى و لو كان قليلا إن أنه جمهور حقيقي يستحق تسمية -العنصر الخامس-)
- *نظرية الوجود* (الطراك الثامن من الألبوم) و الذي يحمل اسم الفرقة من إنتاج *دياز و الفادا فاكس*، لخص موضوعه في لازمته التي تقول:
"نفرعو الباب إلا لقيناه ماشي محلوه .. نظرية الوجود
خوتك من زمان في هاد الراب ماشي م اليوم ... نظرية الوجود
عطينا غير مايك ورقة و ستيلو، بيت تشوف . طاء واو كاف سين (طوكس)"
طراك آخر يلخص وجود الطوكس و نضالها في الساحة، موسيقته عينة مأخوذة من مسلسل 'الحريق' المستلهم من رواية 'الحريق' للكاتب الجزائري محمد ديب، و هي الموسيقى التي أنتجا و لحنها الفنان الجزاري 'أمين بشيشي' رحمه الله. في نظرية الوجود يروي الأخوين بطريقة واعية مصبوغة بنسمة حزن يوميات الفنان و الهيب هوبر و الطوكس خاصة، طيلة ما يفوق 20 سنة. الكليب المرفق يظهر أولا صورا من عناصر الثقافة و السترييت لايف (ديدجي، غرافيتي آرت، بريكدانسينغ، و أمسي، العنصر الخامس..) جلها تعود للفرقة الوهرانية، إضافة لإظهاره لمواد (كاسيت، بوسترز) تعود لتاريخ الفرقة و أخرى تنتمي لمجتمع الهيب هوب الواسع، كما يظهر بالكليب هيب هوبرز جزائرين أغلبهم مشاركين في الألبوم
- *الفايدة و الحاصول* (طراك رقم 16) شاركهم فيه *أبرازاكس* الذي يناديه الكثير بالعضو الغير رسمي في الفرقة و هذا لتواجده الدائم بالقرب من الطوكس و مشاركته في جل أعمالها، كما حضرنا *دي جي أس كا*، لتكتمل الفرقة (و نفسهم الضيوف من قاموا بالإنتاج، فالزاكس في البرود و أس كا في السكراتش) و تصنع عملا كلاسيكيا آخر بشعار *هيب هوب ليدرز*. سنلاحظ في شكل و بناء هذا الطراك (و أغلب طراكات الألبوم) تمسك الطوكس بالطريقة الكلاسيكية، 3 مقاطع كل واحد منها يحمل 16 بار يفصل بينها لازمة محكمة تلخص المضمون الشامل للطراك إضافة إلى إنترو -دخلة- (عبارة عن اقتباس في هذا الطراك) و أوترو -خرجة- (سكراتش من ديجي أس كا في هذا الطراك)
هنا سأتحدث عن فكرة واحدة من الموضوع الشامل و هي *الفايدة و الحاصول* من 20 سنة هيب هوب (و تعيدنا لموضوع السوق و المدخول المادي)، باختصار فالأمسيز يلخصون في أسطرهم الدقيقة كتابيا المحكمة تقنيا بتلاعبات و فلاوز مختلفة أن *الفايدة و الحاصول* بالنسبة لهم ليست ما يجب أن يملكوا من مال بعد 20 سنة في المجال، بل الفائدة في حد ذاتها تتمثل في ال20 سنة التي عاشوها في النضال الفني، في حياة الهيب هوب و السترييت لايف الواعية التي أكسبتهم احتراما و زادتهم خبرة و وعيا رغم كل الصعوبات التي واجهتهم. الكليب كسابقه يظهر بعض عناصر الهيب هوب (خاصة السكراتش..)
الصلة بين ال3 طراكات السابقة تظهر في فخر من نوع آخر يظهر عمق الرسالة الواعية و المعاني المباشرة التي تتلفظ بها الفرقة ملخصة خبرة عقدين من الزمن مبرزة عقلية الهيب هوب و حياة الهيب هوبرز من مختلف العناصر، لتحمل داخلها عنصر *المعرفة*
المجموعة الثانية -سياسية/اجتماعية/واعية- (رقم 02 - رقم 06 - رقم 15)
- *الدراهم* (طراك رقم 2 من الألبوم) فيت *يوس* الرابر/الراغامان الصوت الذهبي عضو فرقة *أنتيك* سابقا واحدة من أقدم فرق الراب العربي و الجزائري و من إنتاج *يوس* نفسه. "وين راهم الدراهم" جملة كافية لتفتح نقاشات لا محدودة تمتد لكل قناة على شاشات التلفاز و موجات الراديو لتتصدر عناوين الصحف، فكانت كافية إذا لتكون لازمة تمر من حنجرة *يوس* فيتردد صداها في رأس كل مستمع، ليؤكد الفاكس "أنا ما تحكيلي حياتك يا وين راهم النقود" و كذا بانيس "موني موني وين راهم دراهمي"
يمكن تقسيم هذا الطراك لقسمين، فالمقطعين الأولين (زوج اللوالة) يتحدث فيهما الإخوة الطوكس عن المال من الجانب السياسي (المال المنهوب و المال القذر) و تداعياته "ديتو و بنيتو غير ليكم ياك ما شفتو فينا، بدلتو أحلام الشعب بهادي نوق و هادي فيلا" و يستخلصان أن "المادة راه كاين خصنا غي المادة الرمادية". أما المقطعين الأخيرين (زوج التوالة) فيتكلم فيهما الشيخ ماليك و أخوه بصفة مواطن، فما ذكر سابقا سيتداعى على الوضع الاجتماعي فيصعب الحصول على المال "مين نجيب والديهم الدراهم حياتي ما باغيها ضيع" حد بلوغ المواطن مرحلة "فالجيب ماكان حتى حق البراس الصرف يقرقب"
- *آلة تحطيم الأحلام* (الطراك السادس) مع الرابر *ديفارس* (المولود بمدينة وهران) من إنتاج *ليل جي تونر*. ثلاث مقاطع تفصل بينها كلازمة أصوات موسيقى *ليل جي* الرهيبة التي تصنع جوا ممزوجا من عنف و تشويق و رهبة يميل إلى السوداوية ليلائم الموضوع، الذي يصور بكناية جميلة و مرعبة في نفس الوقت النظام و تحكمه أو توجيهه لحياة الناس خاصة عن طريق الإعلام صانعا بالتالي مواد موجهة للاستهلاك، كآلة تحطيم أحلام تصنع من الإنسان ببقايا حطام أحلامه 'حيوانا مستهلكا' لكل ما يقدم له، و هنا يقصد بالنظام شيء أكثر من المعنى العادي للنظام في أي دولة، نظام أكبر يسير تلك الأنظمة و نظام آخر يعبث بروح الإنسان، كما يظهر الموضوع جانبا من نظرية علم النفس المسماة *العلاج بالصدمة* و التي تمت رسكلتها و تطويرها لتطبق اقتصاديا و سياسية محطمة كيانات و دول على أرض الواقع. الطراك مصحوب بفيديو لصور عديدة مركبة تتلاءم مع الكلمات و الأفكار، من صور حروب و صواريخ إلى مواد الإعلام 'الترفيهية' التنويمة و أخرى للثروات و أسواق المال و صور زعماء و قادة سياسيين إلخ.... لتلخص في "سيناريو هوليوودي". و لازالت الآلة "مين تسرط ما تتقرعش"
- *طلع يديك* (طراك رقم 15) برود فادا فاكس. نبدأ من الاسم *طلع يديك* كلمتين استعملتا بكثرة في العمل السابق لهذا الطراك في قائمة الألبوم (طراك رقم 14)، فقد استعملت هناك كمصطلح من مصطلحات الهيب هوب أين ينادي الأمسي برفع الأيادي، و هنا استلهمت من البرلماني الذي يتلخص عمله في الجزائر في رفع الأيدي (ليصادق على كل ما يطلب منه المصادقة عليه)، كما تم التلاعب بها لتستعمل بمعنى *الاستسلام*، فمن يرفع يده للأعلى يعلن استسلامه، و كذا البرلمانيين فهم يستسلمون لرغبات السيستام الذي يشتري ضمائرهم ثم يجعلون الشعب يخضع لسرقاتهم و نهبهم ليستسلم مرغما، لكن مين تجي الطوكس ستكون هي المدافعة عن الشعب مهاجمة أبناء النظام و من باعوا شرفهمم بفتات الانتخابات، فتجعلهم يستسلمون و *يطلعو يديهم*. إنترو الطراك فيه جملة *الدراهم تاع الجزائريين يتسرقو* يعيدنا لموضوع الطراك الثاني من الألبوم المعنون *الدراهم*، و موضوع البرلمان ذكر تلميحا في طراك *آلة تحطيم الأحلام*. فوق ألحان بوم باب بأسلوبين مختلفين، الفادا بجديته و منطقيته و بانيس بسخرية إلى أبعد الحدود يطرحان موضوع البرلمان المغيب في الجزائر، أو بالأحرى المسير لمصالح السلطة الحاكمة مقابل الرشاوي و 'الدراهم'، و سنلاحظ في الموضوع أفكارا تتقاطع مع العملين الذي سبق التحدث عنهم في هذه المجموعة، ليظل الترابط قائما. (للتذكير فصدور هذا العمل كان نهاية سنة 2017 و هي نفس السنة التي شهدت فيها الجزائر مهزلة أخرى من مهازل الانتخابات التشريعية -البرلمانية-)
لا بد من المعرفة التي تنمي الوعي، فمنهما و بالاحتكاك بالواقع يتولد الراب الواعي الذي ينقل صورة المجتمع و يطرحها في عمل فني قد تتعد قوالبه
المجموعة الثالثة -الاستراحات- (رقم 04 – رقم 08 – و رقم 13 من القائمة الموسيقية للألبوم):
كود 'تانغو' - كود 'أوسكار' - كود 'أكس راي-
الملاحظة الأولى: الخاصة بالأسماء سبق و تحدثنا عنها، يبقى فقط أن نشير إلى تفصيل صغير أن الرموز (لي كود) وردت بنفس ترتيبها في جدول الأبجدية الصوتية، و أخرى أن كود 'أكس' أداه 'أبرازاكس' أو كما يكنى 'الزاكس' و كان من إنتاجه (يضل حرف الأكس حاضرا)
الملاحظة الثانية: تقريبا تفصل الاستراحات بين نفس عدد الطراكات لتقسم الألبوم بالتساوي، 3 طراكات قبل الكود الأول (الاستراحة الأولى)، 3 بين الأول و الثاني، 4 بين الثاني و الثالث، 3 بعد الكود الثالث (الاستراحة الأخيرة)
الملاحظة الثالثة: الأبجدية الصوتية هي لغة دولية تترجم الصوتيات من مختلف اللغات (حروفها المكتوبة مأخوذة أغلبها من اليونانية و اللاتينية مباشرة أو بتحريف..)، فتوظيف رمز واحد من هذه الأبجدية سيتم فهم معناه في أي مكان من العالم (لكل مطلع على الأبجدية الصوتية). نفس الشيء ترجمته الاستراحات، أين كانت الاستراحة الأولى من أداء رابر أمريكي 'رشان أحمد' باللغة الإنجليزية فوق ألحان الجزائري *ليل جي تونر*، أما الثانية من أداء الرابر الجزائري المغترب 'نايلي' بالدارجة و من إنتاج الوهراني 'دوكتور سنايك'، أما الاستراحة الثالثة ففوق ألحان 'الزاكس' و أدائه بالدارجة الجزائرية، لتكون المقاطع الثلاثة بكلماتها و موسيقاها و تقنيات الفلو و الأداء و الشخصية المتكاملة لكل مقطع تترجم روح الهيب هوب و تجسد مضمون الثقافة و كذا شق التعاون و الوحدة و المشاركة بلغة واحدة مفهومة و هي لغة الموسيقى المكتوبة بحروف من روح الهيب هوب
المجموعة الرابعة -الإيغوتريب، الفخر و الحضور القوي للثقافة- (رقم 03 - رقم 05 - رقم 10 - رقم 11 - رقم 12):
Peace, Love, Unity, Having Fun
ستكون هذه المجموعة نارية و البداية ب
- *حرك اللعب* (رقم 5) من إنتاج ليل جي تونر. لعله الكليب الذي يسوق لفكرة الألبوم كاملة، إذ جاء ليحرك 'الراب غايم'، و لنتحدث عن صورته أولا، و التي كانت كليب من إنتاج *أندرجراوند ميوزيك* يجسد كل عناصر الهيب هوب الأربع الأساسية ليوجه المنتوج إلى العنصر الخامس، مجسدا شعار *سلام، حب، وحدة، و استمتاع*. مقطعين طويلين من الأخوين تفصل بينهما لازمة مرحة حماسية مرفوقة بلقطات رياضية تحفيزية مختلفة تظهر أحيانا أمسيز آخرين من محيط الفرقة. الديليفري و تقنيات الأداء نتركها للمستمع و كذا قوة البيت، لنركز على أهم فكرة تضمنتها الكلمات، فإضافة إلى الافتخار الفني كان الاحترام و التحيات التي أرسلها أعضاء الفرقة في كلماتهم إلى عديد الرابرز و البيتمايكرز الجزائريين أمثال *تشيسطا، يوس، ليل جي تونر، الحس...*، باستعمال تقنية *دروبين نايمز (أي إسقاط الأسماء)* أكثر ما يلفت الانتباه، و الأجمل أن أغلب المذكورين من الجيل الجديد، ما أكد أن القوة تحترم القوة و كما يقول المثل (الفايدة ف لي صدق ماشي لي سبق)، و هنا أضاف الأخوين ركيزة أخرى لركائز الهيب هوب الجزائري و واصلا فعل ما فعلاه لسنوات بإثبات علو كعبهما و تشبعهما الحقيقي بالثقافة محطمين فكرة سادت عند رواد الجيل الجديد تمثلت في الغرور الفارغ و الصراعات التي لا طائل منها حتى تحولت لمشاكل خارج إطار الهيب هوب. الذكي في هذه النقطة أن تلك التحيات كانت فخرا و إيغوتريب بأسلوب غير مباشر، إذ يشبه الفاكس مثلا قلمه بقلم *تشيسطا* الذي يرعف من قوة الواقع الذي يخطه فتكون بالتالي تحية و فخرا. أما أفضل تحية وجهت من طرف الفاذر خصوصا كانت *سميني رابح مين نبريزي* و التي كانت موجهة للرابر *رابح دونكيشوت* عضو فرقة *ميم باء سين* و هو نفس الرابر و نفس الفرقة التي كان الأخوين طوكس في بيف معها سنة 2007، لكنه ظل صراع فني موسيقي في إطار الثقافة، فذكرنا الشيخ بقوة *رابح* الكتابية عندما يرفع قلمه ل *يبريزي السكات* و هذه إشارة أخرى إلى معنى اسم فرقة *أم بي أس* و هو نفس اسم ألبومها الثالث الصادر سنة 1999 *الميكرو يبريزي السكات* (الميكروفون يحطم الصمت)
- *قرقابو* (رقم 03) بحضور ضيفين قويين هما الحس و أبرازاكس و إنتاج *ليل جي تونر*
بيت *ليل جي* اعتمد على عينة سابقة من طراك
P.A.P.I (N.O.R.E) – Tadow (ft Pusha T & 2Chainz & French)
محاولا خلق مزيج بين ألحان الفلكلور الجزائري (القرقابو) و ايقاعات *الراب* لصناعة جو حماسي متمرد و إعطاء مساحة كافية للرابرز تمكنهم من التلاعبات التقنية، فكانت النتيجة عملا متكاملا رهيبا من هؤلاء الخمسة، يحلو للعديد تسميته ب *سفير الراب الجزائري*، أين يكفي لمن يريد إلقاء نظرة على الراب الجزائري الحقيقي الاستماع ل *قرقابو* و سنرى *شا راح يقول*. رغم أن العديد لم يتوافق و موسيقى هذا الطراك التي اعتمدت على عينة سابقة، و فضل لو كان العمل أكثر أصالة و جرأة معتمدا على التراث الجزائري، لكن هذا طبعا يضل رأيا و وجهة نظر لا تنقص من قيمة العمل أبدا، ف *ليل جي* منحنا قطعة أظهر من خلالها أن *فن السامبلينغ* لازال قائما و أن الموسيقى الجزائرية يمكنها التناسق و الطبوع الأخرى. موسيقى القرقابو شائعة جدا في الغرب الجزائري خاصة، فمن وهران إلى مغنية نجد فرقا ذائعة الصيت وطنيا و دوليا في فن *القرقابو*، و ربما هذا ما زاد العمل الفني للطوكس قوة أين اجتمع فيه 4 من أبناء وهران و الخامس من مدينة مغنية، فوق ألحان تجمع فنين ليسا بالغريبين على ناس الغرب الجزائري
قمة الإبغوتريب تجسدت في مقطع *الفادا فاكس* مقطع رهيب سيبقى من أفضل المقاطع التي قدمها الشيخ في الإيغو، ثم تلاه *البنشلاينر* الحس ليواصل اللكم فوق الإيقاع حتى *شاط المايك* في النصف الأول من الطراك فقط، قبل أن يحضر *الزاكس* بهيأة الأمسي مواصلا تعنيف البيت بتواطؤ من *ليل جي تونر*، ليمرران الكرة للعجيب اللامبالي في إلقاءاته المتفرد بتدفقه، و هنا نرى أن الميزة الكبرى في هذا العمل كانت تناسق خمس شخصيات مختلفة تماما في عمل واحد لقوته الكبيرة لم يتطلب كليب عظيم، ففقط بكاميرات و كروما داخل الاستيديو و صور بسيطة تمت صناعة كليب يلائم الجو العام و يضيف بهارات لطبق *القرقابو* بشعار :
"إلا تبغي الفن ما تقول علاش الزهر و الإمكانيات لي ماكانش؟
دير لي كان حط لي كان ما تحوس عليها بالخف تبان"
فحضرت لمسة الموسيقى الجزائرية في الألبوم لتثبت الطوكس (بعد دمج الملحون سابقا، و كذا الحوزي و الراي ...)، أنها مهما اختلفت الموضات الموسيقية ستضل وفية لمبادئها و أصالتها. ليتجسد مرة أخرى مبدأ *الوحدة* و كذا *الاستمتاع*
- *دبليو.تي.أف* (رقم 10) فيت *أندر كونترول*، في أقل من دقيقتين يبرز لنا الأخوين الطوكس عنصرا آخر من عناصر الثقافة و هذه المرة يأتي الدور على *البيتبوكسينغ* من أداء *أندر كنترول* ليملئ بقوافي *الفادا* و *بانيس*. الملفت في هذا العمل الأشبه بالفريستايل اللامبالاة التي قدم بها الفادا فاكس مقطعه و هو الذي لم نعهده بهذا الأسلوب منذ مدة طويلة. هذا العمل يذكرنا بمقاطع *لا ميكستاب* الصادرة سنة 2005 للفرقة و التي تعد أول ميكستايب حقيقية في الراب الجزائري (إذ أنها أكثر نضج من الميكستايب السابقة *هيب هوب غيريا* 2002)، وقد كانت عديد مقاطعها قصيرة على شكل فريستايلات إيغوتريبية تطغى عليها التقنيات و قوة الكتابة إضافة لدور الديجي *رضا جي* البارز فيها. لذا *دبليو،تي،اف* تذكير بالأداء المباشر و الأساليب الحرة التي تعد جزء لا يتجزأ من الهيب هوب بمختلف عناصره و تحدد الفرق بين الأمسي و الرابر
- *هذا هو الهيب هوب* (رقم 11) بالتعاون مع فرقة *داف وان* (زاكس و كزينوس) و *دجام ستاف* و إنتاج *ليل جي*
لننطلق من جملة الزاكس "نبغي سيرتو نبارتاجي هذا هو الهيب" بطريقة بسيطة يطرح الزاكس فكرة متأصلة في ثقافة الهيب هوب و التي لاحظنا لمدة غيابها في محيط الراب الجزائري خصوصا، فكرة النشر و المشاركة و الوحدة، تجلت كاملة في هذا الألبوم بداية من الكوفر و حتى التعاونات *الإنترناسيونال* التي جعلت راب الطوكس يعبر البحار. بكل بساطة هذا الطراك متكامل يتحدث عن نفسه لذا سأشير فقط لطريقة إلقاء بانيس التي و إن كانت معتادة لمن يعرف بانيس إلا أنها في هذا الطراك بلغت مرحلة جديدة ربما لم نشهدها إلا في (ألبوم بانيس في بلاد العجائب). و فكرة الناولج (المعرفة) التي صبغت هذا الطراك، ليقول الفاذر "نبغي الجانب الإنساني، اللمة و الرسالة"
- *ليك نتا* (رقم 12) أول طراك ظهر من الألبوم يعود لسنة 2012، كليب بطريقة لم نعتدها من الطوكس، الإيغو في قمته، الفاذر بجدية وقوة معاني و بانيس بلامبالاة 'حماسية' و شخصيته الغريبة. و التأكيد كان:
"حنا الأساسيين، حنا المفكرين
حنا البنائيين، حنا الساس راكزين
حنا الممثلين، حنا اللعب محركين
الثلاثي الخطير، طاء واو كاف سين"
يظهر في اللازمة المواكبة للموضوع المطروح في المجموعة الأولى من الطراكات (السابق الحديث عنها)
ثم بانيس يقول:
"فنية ماشي تجارية القافلة
مين غلقو علينا انتشرنا فالشبكة، آخر نافذة من نوافذ الحرية"
هذه الفكرة التي سبق أن ذكرناها و التي أشار إليها الأخوين انطلاقا من اسم الألبوم و اطرادا في مواضع عديدة منه، لتظهر مرة أخرى أنها واحدة من الأفكار الأساسية التي بني عليها الألبوم
الفاذر: "تي.أو.أكس دار النشر لكتاب الصميم - التيار لي مازال ما لقاوله التصنيف" يواصل في المعنى السابق
بالانتهاء من هذه المجموعة لاحظنا أن كل الطراكات الواردة فيها ابتداء بأسمائها إلى كل شيء متعلق بها صورت شخصية الهيب هوب الحقيقي و أبرزت عناصر الثقافة كاملة و مصطلحات عديدة من قاموس ثقافة الهيب هوب، إضافة إلى إيقاعات تعيدنا للسنوات الذهبية. فكانت فكرة *العودة إلى الجذور الأولى* و *إحياء الهيب هوب* موجودة بين كل 'كيك و سنار'
المجموعة الخامسة -استثناءات- (رقم 09 - رقم 14):
- *الديغا* (رقم 09). باستعمال حروف كلمة *الديغا* تم التلاعب باسم الطراك، مع ذلك فكلا الاحتمالين يصبان في اتجاه واحد، ما سيجعلك تفهم الصورة العامة التي يريد الأخوين تصويرها قبل الغوص بين ثنايا قصتهم. موضوع الطراك قصة من يوميات شاب جزائري *أنوش* كل همه اصطياد نظرات الإعجاب، الموضوع ليس غريبا عن الراب الجزائري، فقد شهدنا منه آلاف النسخ المكررة خصوصا في بدايات الراب الجزائري مع فرقة دوبل كانو ثم لطفي منفردا و الذي كان يورد نفس الموضوع مع بعض الاختلافات في كل ألبوم
الصورة العامة لهذا العمل *الديغا* طبعا ستكون كوميدية، لكن هل يعني هذا التخلي عن شخصية الرابر، و قوة الكتابة، و التحكم التقني؟؟
*طبعا لا*، هذا ما يظهره الأخوين (ماليك و بانيس) محطمين تلك الفكرة السائدة عند الأغلبية عن أن الراب الكوميدي يتطلب فقط قافية و بعض المعاني (تحت مسمى الرسالة)
لا و ألف لا
هل كان *هامبتي هامبت* أضعف من *شوك جي*؟
هل كانت نصوص *سليم شايدي* لا ترقى كتابيا و تقنيا لنصوص *أمانام*؟
ألم تكن الأغنية الكوميدية الساخرة لأبعد حد *مي ماي سالف أند آي* للفرقة *دي لا سول* أنجح أعمال الألبوم؟ و رغم تأكيد مؤديها أنهم لم يولوها أي أهمية بل بالعكس حاولوا تمريرها و فقط، لكنها طبقت الشكل المطلوب في بناء نص راب، و احتوت فلو و ذكاء موسيقيا في البيت
إذن فالطوكس تواجدت على الخط مرة أخرى لتعيد الأمور إلى نصابها و تصحح أخطاء تراكمت على مدى 3 أجيال، و تعيد للواجهة لمحة و لو صغيرة من الراب القصصي و الأسلوب الكوميدي في الإلقاء
- *علا بالك يا –الروميكس-* (رقم 14 في القائمة) من إنتاج تيكنيكو. مرة أخرى تعيد الطوكس إلى الواجهة ثقافة شبه ميتة في الراب الجزائري، و هي ثقافة -الروميكس- أين أحيت الفرقة هذه المرة طراك *علا بالك يا*. لم يقع الاختيار على هذا الطراك عبثا، و لم تسلم مهمة إحياءه ل *تيكنيكو* من فراغ. لقد اختار الاخوان واحد من أكثر الطراكات المحبوبة و الناجحة في أول ميكستايب حقيقية في الراب الجزائري و التي أصدرتها الطوكس تحت مسمى *لا ميكستايب* سنة 2005. ذلك المشروع الذي نفض الغبار عن الهيب هوب الجزائري ليعيد *الدي جي* إلى الواجهة يعد نقلة في تاريخ الراب و الهيب هوب الجزائريين، إذ تلته عدة مشاريع أخرى في شكل *ميكستايب* حقيقية من إنتاج *دي دجيز* آخرها ميكستايب *أنطولوجي* للطوكس و ديجي أس كا التي صدرت سنة 2018 حاملة في طياتها مختارات من أفضل أعمال الفرقة من سنة 1998 إلى 2015
نسمع من كلمات هذا العمل جملة *حرك اللعب* و التي هي نفس عنوان الطراك الخامس من هذا الألبوم، و التي تدل كذلك على جو *الراب غايم* و الفخر الذي سيحمله العمل الفني في طياته
*تيكنيكو* تسلم عملا فنيا متكاملا لم يكن عليه إلا ايجاد الشيفرة الأخيرة لجعله راسخا، و قد وجدها طبعا. لتضاف لما سبق بعض المؤثرات البصرية متمثلة في فيديو يضم مقتطفات من حفلات الفرقة ليصاحب الأغنية ملحقا في آخره ببونيس (هدية) و هي مقطع من أداء الأخوين في إحدى الحفلات ل فريسطايل *فاطيمة* فوق الخشبة. *علا بالك يا* نسخة 2005 كانت على ايقاعات الراب ممزوجة بالموسيقى الجزائرية الوهرانية (و لهذا الاختيار ظروفه و أسبابه في تلك الفترة ...)، أما اليوم و لبعث الروح فيها بما يتلاءم و جو الألبوم اختار الطوكس و تيكنيكو الموسيقى العصرية ممزوجة بالإيقاعات الأصيلة، فكانت أنغام الإليكترو فوقها شحطات البومبات تطرق الآذان، لتكون النتيجة "اومبيونس كيما ديما جات في منامك" تثبت ما قاله الفاذر "الراب خدمتنا"
هكذا اكتملت عملية إحياء *علا بالك يا* بنجاح لينقل من عمق الميكستايب إلى جو يلائم الألبوم، سواء من جانب الموسيقى أو من جانب المضمون الفكري و الطرح و التوجه الفنيين
النتيجة (صعود نحو الأعلى)
- لا بد على الألبوم الحقيقي أن يحمل فكرة، طرحا، توجها فنيا، و بعد أن ينجح في خلق هذا الجو لا بد عليه أن يتناسق شكلا و مضمونا. و كما الموضوعات المكتوبة فإن الموسيقى كذلك لغة تخط كل نغمة منها حرفا و تتالي النغمات يخلق موضوعا فنيا، فلا بد من البحث في أعماقها لاكتشاف ما سيتلاءم و الأفكار، تم يوجه كل شيء في نفس الاتجاه، ليتحقق التناغم و التناسق
- ألبوم *فرسيون بيطا* لفرقة الطوكس حقق معنى الألبوم شكلا و مضمونا، ثم و كما رأينا أنه أعادنا لموسيقى الجذور، و تغلغل في عمق مشاكل السياسة/المجتمع/الثقافة/الفن/الراب/الإنسان و الروح البشرية، فطرح أسئلة و أفكارا وجودية (نظرية الوجود لم تأتي عبثا) بنبرات جدية أو لا مبالية، و عندما تعلق الأمر بالثقافة و مجتمع الهيب هوب كان متعمقا في كل ركن، يعيد إحياء ثقافات اندثرت و فنون همشت و معرفة كانت يوما أقوى سلاح في يد الهيب هوب، بل و حتى اللغة و المصطلحات بداية من العناوين كانت دائما مسيرة لتكون جزءا من تناغم أكبر
لكن ليس هذا فقط ما جعل الألبوم استثنائيا، فلطالما عرفنا عن الطوكس تمسكها بالجذور و الأصول
خبرة العشرين سنة صهرت في قالب واحد، خبرة سنوات من المشاريع (أكثر من 20 مشروع متنوع). خبرة التعاونات و المبادرات الفنية التي كانت الطوكس سباقة لها طيلة المشوار. خبرة الحفلات و العروض المباشرة و كذا المنافسات الفنية التي نظمتها الفرقة. خبرة الحوارات التي استضيفت فيها الفرقة و الوثائقيات التي أنتجتها أو حلت ضيفة عليها. كذلك خبرة المشاريع الفنية و العروض المباشرة التي كانت ضيفة فيها داخل و خارج الوطن (فرنسا-أمريكا..)
إضافة لكل ذلك، فلم يحتوي الألبوم على الفادا فاكس و ماشين غان فقط، بل لقد ضم *الشيخ مليك*، *الفاذر* صاحب ألبوم *الرمز المكتوب* و *العجيب*، *بانيس* صاحب 'الثورة' بألبوم *بانيس في بلاد العجائب*. نعم لقد احتوى الألبوم على شخصية الشيخ مليك الأب (في حياته الشخصية)، و الفاذر (في المجال الفني) فلا يخفى على العديد أن *الرمز المكتوب* 2010 تحفة فنية متكاملة لم تأتي من عدم. أما بانيس فقد بلغ نضجه الفني في ألبوم *بانيس في بلاد العجائب* 2011 و ما بعد الألبوم 'التاريخ'. و اليوم عندما نستمع للفرسيون بيطا سنلحظ بالتأكيد جدية و فلسفة الرمز المكتوب (رغم أن الراب الملحون لم يحضرنا هنا إلا أن لمسته الكتابية ظاهرة) و سخرية و لامبالاة و غرابة بلاد العجائب، و بين الألبومين نقاط اشتراك تظهر في الإصرار عند *الغزوة*، و المثابرة في *الراب*، ثم الأصالة في *المدرسة*، و القوة عند *الإخوة روسوكوف*، و موسيقى القلب التي تقول *أنا الجزائر* و *أرض الصحراء*. اليوم و كأنني أرى أنني لو جمعت قطع الرمز المكتوب و بلاد العجائب و ركبتها 'كالبازل' لكنت سأحصل لا محال على 'نسخة بيطا' من هذا الألبوم. و بما أن *الرمز المكتوب* و *بانيس في بلاد العجائب* اثنين من أفضل الألبومات في تاريخ الراب الجزائري، فلا شك أن *فيرسيون بيطا* انتزع كذلك بالقوة مكانة وسط قائمة الأفضل
إن كنت اليوم تستمع لهذا الألبوم فيذكرك بكلاسيكيات أخرى من عصر الهيب الهوب الذهبي، ففي المستقبل القريب هناك من سيستمع لألبومات تلك الفترة و يتذكر *فرسيون بيطا* كواحد من كلاسيكيات الهيب هوب..
فيرسيون بيطا ألبوم هيب هوب متكامل يجسد المعنى الحقيقي لثقافة الهيب هوب بعناصرها كاملة لكن بروح عربية جزائرية مستمدة من ريشة *الشنفرى* و كتابات *راكيم*، من عود *زرياب* و ايقاعات *دري*، من معرفة *كي أر أس* و حب *الشاب حسني*، من فلسفة *ابن العربي* و تمرد *توباك*، من أصالة *الملحون* و عراقة *الجاز*، من وحدة فنية و استمتاع بالمنتوج، و كذا من وعي شاب جزائري عاصر الأزمة بمخلفاتها و انطلق باحثا عن وجوده، و مصيره
من فكر الطوكس و روح الهيب هوب بشعار *سلام، محبة، وحدة، و استمتاع....*، تحققت من جديد مقولة "الراب أداء، أما الهيب هوب فأسلوب حياة "...
“Rap is something u do, Hip Hop is something u Live”
Peace, Love, Unity, Having Fun